ذات حديث بيني وبيني:
* ثمّ أنّي مستمرٌ في خساراتي. وهاهو فشلي الذريع يعودُ مرةً أخرى، بحلّةٍ جديدة، وثوبٍ قشيب. أهلًا بي في دائرةِ المُنتَكسين. هذا قدري، شقيٌّ للأبد.
- ما أجحدك يا صديقي. مواطنُ نصرُ الله كثيرة، لكنّك أعمى. ماذا ؟ أتقولُ بأنّك لستَ أعمى؟ هه لاجديد. تُنكر الحقيقة وتختبئ وراء خيباتك دائمًا. احذر، هذا قد يكلفكَ الكثير.
طيّب يا صديقي المُبصِر، دعني أقول عنك: كافر.
ربّما سيرضيكَ هذا أكثر. كافرٌ إذ أنّك لم تؤمن بتلك الانتصارات أبدًا، لم تشكر اللهَ عليها، ولم تذكرها حتّى. أنسيتَ انتكاستك الأولى، أنسيتَ يومَ أن كانت قدمُك على شفا حفرة، يومَ أن ضاقتِ السّماءُ في قلبك؟ قل لي بربّك، كيف نجوت؟ هيّا أخبرني عن تلك القوّة والحيلة. أرني عضلاتك، معجزاتك الخارقة، وذكائِك الفطريّ. واا أسفي عليك. نسيتَ فضلَ الله، وإحسانه. أعجبتك قدراتك، وأخذتك طاقاتك بالعزّة ثمّ ما إن وقعت، جئتَ تلقي اللومَ على القدر. كم أنتَ ساذجٌ صديقي/ سطحيّ.
ألم أنبّهكَ ذات مرّة ألّا تتكئَ على ذكائك؛ لأنّ كتفهُ مُثقل بما فيه وأنّه سيخونك ذات ضعف؟ بلى، فعلت. لكنّك غافلٌ صديقي. ما إن ترى الزّيتَ أمامك، تُسرف في إشعال قناديلك بلا ادّخار، ولا تفكير. تُسرف كثيرًا، ظنًا منك بأنّ الجرّة ستسلمُ ككلّ مرة، لكنها لم تفعل اليوم. خانتك. أسرفتَ بحُجّة " مال عمّك، ما يهمّك " وها أنت تحصدُ ما لم تكن تتوقع. لقد جنيتَ الشّوك من بستانك صديقي. ظالم لنفسكَ أنت، فماذا ترجو من ظلمكِ غير الخسائر ؟
لا تبتئس صديقي. قسوتُ عليك؛ لأجلك. لأني أُحبّك ليسَ إلّا. تعالَ معي نتذكّر " ولينصرنَّ الله من ينصره ". أنتَ وأنا - وكلّهم - ضعفاء. أذلّاء عنده. فقراء إليه. ولسنا منتصرينَ إلّا بنصرهِ وتأييده، ولن يحصلَ هذا سوى بإجتهادنا. أخالك فهمتَ ما أعني. الجزاءُ من جنسِ العمل، والله لا يحبُّ المتواكلين صديقي. فهيّا نعمل.
شكرًا لجمال ما تكتبين آسيا.
ردحذفأجل, شكرا لذلك.
ردحذف