السبت، 21 يناير 2017

عليك الأمان

..

يحدث أحيانًا أن نفقدَ أنفسنا ونحن نجوب مسافات الحياة. نشعرُ بانسداد الطريق أمام خطواتنا، فنتعثّر. تتقاذفنا مشاعر الغربة المرّة، وتنفي بأوجاعنا خارج الوطن تيها. نعم تبهتُ وجوهنا مع كلّ وجع. تحتضرُ الدّهشة فينا، ونفقد الشغف. كلّ هذا واردٌ حدوثه.

لا تقلق. عليكَ الأمان.
لطالما كان هذا التّيهُ مصدرُ ازعاجٍ لأحلامنا يا صديق، يقينًا لابدّ من رجوع. نحنُ نكبر مع كلّ شعور، تصنعنا التجارب وتعيد تشكيل ذواتنا. قد تشعرُ بأنّك صغيرٌ على كلّ هذا. لا عليك، إنّها الحياة من تصنعُ منّا كبارًا. ستتعادُ التّغيير. أنت لست أنتَ بالأمس، ولن تكونَ أنت غدًا. وإلّا ما جدوى الوجود؟

بالطّبع أنا لا أحرّضك على أن تبقى مكتوفَ الأيدي منتظرًا فرج الحياة. أقول تأقلم، وأعني بذلك أن تسعى في الأرضِ باحثًا عنكَ. وليس بالأمر اليسير أن تعرفَ من أنت يا صديقي.
جاهد لئلّا تهزمك الحياة.

-
الذي آتاكَ من فضله دون سعيٍ منك، كيف سيكون الأمرُ لو أتيتهُ ساعيًا؟